كانت أمي حاملاً بي عندما توفى جدي. لقد كان جدي من وجهاء المنطقه وأراد والداي أن أحمل اسمه. لكنني كنت فتاة وكان ذلك مخيبا للآمال. ففي عائلتنا وكما هو حال عند بقية. العائلات العربيه صوت الرجل أهم من صوت المرأة. علمنا والدينا مبادئ كثيرة منها: لا تسرق ،لاتكذب ،كوني صادقة ،وأيضًا أن تكوني تابعة لرجلك .واحرصي دائما على أن تكون لديكي سمعه طيبة . كان والدي عندما يناقش مسألة عائلية مع شقيقنا لم نكن نبدئ رأينا .وعندما نعد الطعام، كان رد الفعل هو السؤال عما يطلبه الرجال من اكل وطعام. كنا نأكل حسب رغباتهم .
لقد عشت طفولة مريحه ، محاطةً بعائلة مُحبة. ودائمًا بصحبة مربية أو سائق. لا يمكننا الخروج للتنزه إلا مرة أو مرتين في الأسبوع وفي أوقات محدوده، وليس بمفردنا أبدًا. كنت محبطة للغاية. غالبًا ما كنت أنظر إلى السماء وأقول :اكيد يوجد في مكان اخر تحت السما الزرقا حياة مختلفة. شعرت بالضيق من عدم قدرتي على اكتشاف الحياة الاخرى بمفردي. فعلى سبيل المثال :كيفية دفع الفواتير؟ كيفية الركوب في حافلة لوحدي ؟ كيف اتعرف على شخص ؟وقد قررت ان اتحدى لأفعل شيئًا جيدًا حتى يشعر والداي بالفخر وعدم الندم على أنني جئت فتاه!. لذلك كنت أستعد لهذا التحدي وكنت اقول لنفسي :يوما ما ستنطلق الحياه!.
عادت عائلتي إلى الجزائر بعد حياة والدي الدبلوماسية في عواصم عديده واخرها كانت في دمشق .توظفت في الجزائرفي بنك خاص. بالنسبه لي هذا هو اليوم الذي بدأت فيه الحياه . في البنك ،بدأت من أسفل السلم الوظيفي، من المعاملات المصرفية في شباك البنك الذي كنت أعمل فيه الى ان اصبحت مندوبه عملاء .زملائي اتوا من بيئات مختلفه من المجتمع وقد احببت هذا الاختلاف .رايت البعض من زملائي يرفضون واقعهم ويريدون الترقي والصعود في المهنه، فيبعض الأحيان ،مع الاسف كانوا على استعداد للصعود على حساب الاخرين لتحقيق اهدافهم . كان الضغط عليا كبيرا،كنت ابكي معظم الوقت، كنت دائمة القلق والتوتر. كان والدي دبلوماسيًا معروفًا، وكان هذا يسبب لي احراج !ولذلك كان بعض الزملاء يعيدونني إلى حقيقة أنني كنت ابنة فلان !..ولعل يقولون في نفسهم ما الذي تفعله هذه الفتاة التي عاشت حياة مريحة بيننا؟ كان الأمر أصعب مما كنت أتخيله.
لكنني كنت مناضلة ولم أرغب العيش تحت عباءة والدي. كنت أعلم أنه إذا بقيت تحت غطاء العائلة لن أبني نفسي. لذلك استمريت لمدة سبع سنوات كموظفة في البنك ثم انتهى بي الأمر بالإرهاق الشديد وكان يجب عليي أن أتوقف عن العمل وهنا لقد أكملت الخطوة الأولى في تحدي في حياتي. كنت لازال أعيش مع والدي. وتبقى الفتاة مع والديها إلى أن تتزوج من رجل يمكنه تولي أمرها… وحدث اني التقيت بزوجي ،كان يعيش منذ مده طويله في جنيف تزوجنا والتحقت بزوجي هنا في جنيف للعيش تحت سماء أخرى وفي ذهني اقول : وداعا للهيمنة (لحظات من الضحك)!
بعيدا عن حاله القلق .بعد الزواج استعدت الهدوء والراحه النفسيه الذي كنت اعاني منهما .رغم ذلك وجدت في زوجي القليل من روح والدي. كنتأرغب في العمل لكنه رفض. أراد زوجي أن أعيش فقط من أجله. وان اهتم بالبيت .لكن هنا في جنيف. كان عليي أن أتعلم كل شي :كيف أدبر اموري في عدة أمور منها: التسوق ،ودفع الفواتير والتأمينات الصحية والكثير من الأمور الإدارية … ولم يكن لدي أصدقاء أو أية معرفة بالمعايير الجديدة التي تخص سويسرا .شعرت بوجود جدار يفصل بيني وبين المجتمع في جنيف. مررت بلحظات ضعف وأردت حقًا العودة إلى بيئتي . كل هذا التمرد الذي أردت القيام به طول حياتي عندما كنت اقول « ارفض هذا الواقع ، لا أريد أن أعيش تحت مظلة أبي وما إلى ذلك »من افكار! اصبحت اسال نفسي: هل هذه هي الحياه التي كنتي تطمحين لها فعلا ؟؟ الآن تحملي يا عزيزتي ! (لحظات من الضحك)!
ثم أدركت أن الأشخاص الذين مررت بهم في الشارع ليسوا جميعهم سويسريين الاصل ، إنهم إيطاليون وإسبان وبرتغاليون وعرب. قلت لنفسي: من المؤكد أن لديهم قصص ومعاناه تشابه بشكل ما معاناتي هنا في جنيف !. وكان هذا أول حافز لي . بدأت في أخذ دورات تكوين في عده مجالات .دخلت في العمل التطوعي،انضممت الي جمعيه تهتم بالاسر العربيه المهاجره وهنا التقيت بمهاجرين آخرين واستمعت إلى قصصهم ومخاوفهم، مخاوفهم التي كانت متوازيه مع مخاوفي ايضا. أدركت أن هذا الجدار الذي يفصل بيني وبين مجتمع جنيف غير موجود. وشيئًا فشيئًا تمكنت من إنشاء مساحتي الخاصه هنا في جنيف.
وخلال ذلك ، توفي أخي الوحيد وتوفي ايضا والدي لم يبقى رجل في عائلتناالصغير.بقيت الام والبنات وعلى الرغم من أنني أصغر البنات الا ان والدتي قررت ان تعينني مسؤولة عن العائله! وكأنني كنت احضر نفسي لهذه المكانه منذ الطفولة. لكن ،مازال هناك تحديات ما زلت زوجه بدون عمل وما زلت بحاجة إلى مساعدة زوجي. الفتاة الصغيرة التي بداخلي تقوللي أحيانًا:ما هذه الصعوبات التي واجهتيها! لكنها تقول لي أيضًا ثقي بنفسك لا يزال أمامك طريق طويل للتحديات جديده …ويستمر حبي للحياه وللناس جميعا .
كانت أمي حاملاً بي عندما توفى جدي. لقد كان جدي من وجهاء المنطقه وأراد والداي أن أحمل اسمه. لكنني كنت فتاة وكان ذلك مخيبا للآمال. ففي عائلتنا وكما هو حال عند بقية. العائلات العربيه صوت الرجل أهم من صوت المرأة. علمنا والدينا مبادئ كثيرة منها: لا تسرق ،لاتكذب ،كوني صادقة ،وأيضًا أن تكوني تابعة لرجلك .واحرصي دائما على أن تكون لديكي سمعه طيبة . كان والدي عندما يناقش مسألة عائلية مع شقيقنا لم نكن نبدئ رأينا .وعندما نعد الطعام، كان رد الفعل هو السؤال عما يطلبه الرجال من اكل وطعام. كنا نأكل حسب رغباتهم .
لقد عشت طفولة مريحه ، محاطةً بعائلة مُحبة. ودائمًا بصحبة مربية أو سائق. لا يمكننا الخروج للتنزه إلا مرة أو مرتين في الأسبوع وفي أوقات محدوده، وليس بمفردنا أبدًا. كنت محبطة للغاية. غالبًا ما كنت أنظر إلى السماء وأقول :اكيد يوجد في مكان اخر تحت السما الزرقا حياة مختلفة. شعرت بالضيق من عدم قدرتي على اكتشاف الحياة الاخرى بمفردي. فعلى سبيل المثال :كيفية دفع الفواتير؟ كيفية الركوب في حافلة لوحدي ؟ كيف اتعرف على شخص ؟وقد قررت ان اتحدى لأفعل شيئًا جيدًا حتى يشعر والداي بالفخر وعدم الندم على أنني جئت فتاه!. لذلك كنت أستعد لهذا التحدي وكنت اقول لنفسي :يوما ما ستنطلق الحياه!.
عادت عائلتي إلى الجزائر بعد حياة والدي الدبلوماسية في عواصم عديده واخرها كانت في دمشق .توظفت في الجزائرفي بنك خاص. بالنسبه لي هذا هو اليوم الذي بدأت فيه الحياه . في البنك ،بدأت من أسفل السلم الوظيفي، من المعاملات المصرفية في شباك البنك الذي كنت أعمل فيه الى ان اصبحت مندوبه عملاء .زملائي اتوا من بيئات مختلفه من المجتمع وقد احببت هذا الاختلاف .رايت البعض من زملائي يرفضون واقعهم ويريدون الترقي والصعود في المهنه، فيبعض الأحيان ،مع الاسف كانوا على استعداد للصعود على حساب الاخرين لتحقيق اهدافهم . كان الضغط عليا كبيرا،كنت ابكي معظم الوقت، كنت دائمة القلق والتوتر. كان والدي دبلوماسيًا معروفًا، وكان هذا يسبب لي احراج !ولذلك كان بعض الزملاء يعيدونني إلى حقيقة أنني كنت ابنة فلان !..ولعل يقولون في نفسهم ما الذي تفعله هذه الفتاة التي عاشت حياة مريحة بيننا؟ كان الأمر أصعب مما كنت أتخيله.
لكنني كنت مناضلة ولم أرغب العيش تحت عباءة والدي. كنت أعلم أنه إذا بقيت تحت غطاء العائلة لن أبني نفسي. لذلك استمريت لمدة سبع سنوات كموظفة في البنك ثم انتهى بي الأمر بالإرهاق الشديد وكان يجب عليي أن أتوقف عن العمل وهنا لقد أكملت الخطوة الأولى في تحدي في حياتي. كنت لازال أعيش مع والدي. وتبقى الفتاة مع والديها إلى أن تتزوج من رجل يمكنه تولي أمرها… وحدث اني التقيت بزوجي ،كان يعيش منذ مده طويله في جنيف تزوجنا والتحقت بزوجي هنا في جنيف للعيش تحت سماء أخرى وفي ذهني اقول : وداعا للهيمنة (لحظات من الضحك)!
بعيدا عن حاله القلق .بعد الزواج استعدت الهدوء والراحه النفسيه الذي كنت اعاني منهما .رغم ذلك وجدت في زوجي القليل من روح والدي. كنتأرغب في العمل لكنه رفض. أراد زوجي أن أعيش فقط من أجله. وان اهتم بالبيت .لكن هنا في جنيف. كان عليي أن أتعلم كل شي :كيف أدبر اموري في عدة أمور منها: التسوق ،ودفع الفواتير والتأمينات الصحية والكثير من الأمور الإدارية … ولم يكن لدي أصدقاء أو أية معرفة بالمعايير الجديدة التي تخص سويسرا .شعرت بوجود جدار يفصل بيني وبين المجتمع في جنيف. مررت بلحظات ضعف وأردت حقًا العودة إلى بيئتي . كل هذا التمرد الذي أردت القيام به طول حياتي عندما كنت اقول « ارفض هذا الواقع ، لا أريد أن أعيش تحت مظلة أبي وما إلى ذلك »من افكار! اصبحت اسال نفسي: هل هذه هي الحياه التي كنتي تطمحين لها فعلا ؟؟ الآن تحملي يا عزيزتي ! (لحظات من الضحك)!
ثم أدركت أن الأشخاص الذين مررت بهم في الشارع ليسوا جميعهم سويسريين الاصل ، إنهم إيطاليون وإسبان وبرتغاليون وعرب. قلت لنفسي: من المؤكد أن لديهم قصص ومعاناه تشابه بشكل ما معاناتي هنا في جنيف !. وكان هذا أول حافز لي . بدأت في أخذ دورات تكوين في عده مجالات .دخلت في العمل التطوعي،انضممت الي جمعيه تهتم بالاسر العربيه المهاجره وهنا التقيت بمهاجرين آخرين واستمعت إلى قصصهم ومخاوفهم، مخاوفهم التي كانت متوازيه مع مخاوفي ايضا. أدركت أن هذا الجدار الذي يفصل بيني وبين مجتمع جنيف غير موجود. وشيئًا فشيئًا تمكنت من إنشاء مساحتي الخاصه هنا في جنيف.
وخلال ذلك ، توفي أخي الوحيد وتوفي ايضا والدي لم يبقى رجل في عائلتناالصغير.بقيت الام والبنات وعلى الرغم من أنني أصغر البنات الا ان والدتي قررت ان تعينني مسؤولة عن العائله! وكأنني كنت احضر نفسي لهذه المكانه منذ الطفولة. لكن ،مازال هناك تحديات ما زلت زوجه بدون عمل وما زلت بحاجة إلى مساعدة زوجي. الفتاة الصغيرة التي بداخلي تقوللي أحيانًا:ما هذه الصعوبات التي واجهتيها! لكنها تقول لي أيضًا ثقي بنفسك لا يزال أمامك طريق طويل للتحديات جديده …ويستمر حبي للحياه وللناس جميعا .
Partagez sur :
كانت أمي حاملاً بي عندما توفى جدي. لقد كان جدي من وجهاء المنطقه وأراد والداي أن أحمل اسمه. لكنني كنت فتاة وكان ذلك مخيبا للآمال. ففي عائلتنا وكما هو حال عند بقية. العائلات العربيه صوت الرجل أهم من صوت المرأة. علمنا والدينا مبادئ كثيرة منها: لا تسرق ،لاتكذب ،كوني صادقة ،وأيضًا أن تكوني تابعة لرجلك .واحرصي دائما على أن تكون لديكي سمعه طيبة . كان والدي عندما يناقش مسألة عائلية مع شقيقنا لم نكن نبدئ رأينا .وعندما نعد الطعام، كان رد الفعل هو السؤال عما يطلبه الرجال من اكل وطعام. كنا نأكل حسب رغباتهم .
لقد عشت طفولة مريحه ، محاطةً بعائلة مُحبة. ودائمًا بصحبة مربية أو سائق. لا يمكننا الخروج للتنزه إلا مرة أو مرتين في الأسبوع وفي أوقات محدوده، وليس بمفردنا أبدًا. كنت محبطة للغاية. غالبًا ما كنت أنظر إلى السماء وأقول :اكيد يوجد في مكان اخر تحت السما الزرقا حياة مختلفة. شعرت بالضيق من عدم قدرتي على اكتشاف الحياة الاخرى بمفردي. فعلى سبيل المثال :كيفية دفع الفواتير؟ كيفية الركوب في حافلة لوحدي ؟ كيف اتعرف على شخص ؟وقد قررت ان اتحدى لأفعل شيئًا جيدًا حتى يشعر والداي بالفخر وعدم الندم على أنني جئت فتاه!. لذلك كنت أستعد لهذا التحدي وكنت اقول لنفسي :يوما ما ستنطلق الحياه!.
عادت عائلتي إلى الجزائر بعد حياة والدي الدبلوماسية في عواصم عديده واخرها كانت في دمشق .توظفت في الجزائرفي بنك خاص. بالنسبه لي هذا هو اليوم الذي بدأت فيه الحياه . في البنك ،بدأت من أسفل السلم الوظيفي، من المعاملات المصرفية في شباك البنك الذي كنت أعمل فيه الى ان اصبحت مندوبه عملاء .زملائي اتوا من بيئات مختلفه من المجتمع وقد احببت هذا الاختلاف .رايت البعض من زملائي يرفضون واقعهم ويريدون الترقي والصعود في المهنه، فيبعض الأحيان ،مع الاسف كانوا على استعداد للصعود على حساب الاخرين لتحقيق اهدافهم . كان الضغط عليا كبيرا،كنت ابكي معظم الوقت، كنت دائمة القلق والتوتر. كان والدي دبلوماسيًا معروفًا، وكان هذا يسبب لي احراج !ولذلك كان بعض الزملاء يعيدونني إلى حقيقة أنني كنت ابنة فلان !..ولعل يقولون في نفسهم ما الذي تفعله هذه الفتاة التي عاشت حياة مريحة بيننا؟ كان الأمر أصعب مما كنت أتخيله.
لكنني كنت مناضلة ولم أرغب العيش تحت عباءة والدي. كنت أعلم أنه إذا بقيت تحت غطاء العائلة لن أبني نفسي. لذلك استمريت لمدة سبع سنوات كموظفة في البنك ثم انتهى بي الأمر بالإرهاق الشديد وكان يجب عليي أن أتوقف عن العمل وهنا لقد أكملت الخطوة الأولى في تحدي في حياتي. كنت لازال أعيش مع والدي. وتبقى الفتاة مع والديها إلى أن تتزوج من رجل يمكنه تولي أمرها… وحدث اني التقيت بزوجي ،كان يعيش منذ مده طويله في جنيف تزوجنا والتحقت بزوجي هنا في جنيف للعيش تحت سماء أخرى وفي ذهني اقول : وداعا للهيمنة (لحظات من الضحك)!
بعيدا عن حاله القلق .بعد الزواج استعدت الهدوء والراحه النفسيه الذي كنت اعاني منهما .رغم ذلك وجدت في زوجي القليل من روح والدي. كنتأرغب في العمل لكنه رفض. أراد زوجي أن أعيش فقط من أجله. وان اهتم بالبيت .لكن هنا في جنيف. كان عليي أن أتعلم كل شي :كيف أدبر اموري في عدة أمور منها: التسوق ،ودفع الفواتير والتأمينات الصحية والكثير من الأمور الإدارية … ولم يكن لدي أصدقاء أو أية معرفة بالمعايير الجديدة التي تخص سويسرا .شعرت بوجود جدار يفصل بيني وبين المجتمع في جنيف. مررت بلحظات ضعف وأردت حقًا العودة إلى بيئتي . كل هذا التمرد الذي أردت القيام به طول حياتي عندما كنت اقول « ارفض هذا الواقع ، لا أريد أن أعيش تحت مظلة أبي وما إلى ذلك »من افكار! اصبحت اسال نفسي: هل هذه هي الحياه التي كنتي تطمحين لها فعلا ؟؟ الآن تحملي يا عزيزتي ! (لحظات من الضحك)!
ثم أدركت أن الأشخاص الذين مررت بهم في الشارع ليسوا جميعهم سويسريين الاصل ، إنهم إيطاليون وإسبان وبرتغاليون وعرب. قلت لنفسي: من المؤكد أن لديهم قصص ومعاناه تشابه بشكل ما معاناتي هنا في جنيف !. وكان هذا أول حافز لي . بدأت في أخذ دورات تكوين في عده مجالات .دخلت في العمل التطوعي،انضممت الي جمعيه تهتم بالاسر العربيه المهاجره وهنا التقيت بمهاجرين آخرين واستمعت إلى قصصهم ومخاوفهم، مخاوفهم التي كانت متوازيه مع مخاوفي ايضا. أدركت أن هذا الجدار الذي يفصل بيني وبين مجتمع جنيف غير موجود. وشيئًا فشيئًا تمكنت من إنشاء مساحتي الخاصه هنا في جنيف.
وخلال ذلك ، توفي أخي الوحيد وتوفي ايضا والدي لم يبقى رجل في عائلتناالصغير.بقيت الام والبنات وعلى الرغم من أنني أصغر البنات الا ان والدتي قررت ان تعينني مسؤولة عن العائله! وكأنني كنت احضر نفسي لهذه المكانه منذ الطفولة. لكن ،مازال هناك تحديات ما زلت زوجه بدون عمل وما زلت بحاجة إلى مساعدة زوجي. الفتاة الصغيرة التي بداخلي تقوللي أحيانًا:ما هذه الصعوبات التي واجهتيها! لكنها تقول لي أيضًا ثقي بنفسك لا يزال أمامك طريق طويل للتحديات جديده …ويستمر حبي للحياه وللناس جميعا .
كانت أمي حاملاً بي عندما توفى جدي. لقد كان جدي من وجهاء المنطقه وأراد والداي أن أحمل اسمه. لكنني كنت فتاة وكان ذلك مخيبا للآمال. ففي عائلتنا وكما هو حال عند بقية. العائلات العربيه صوت الرجل أهم من صوت المرأة. علمنا والدينا مبادئ كثيرة منها: لا تسرق ،لاتكذب ،كوني صادقة ،وأيضًا أن تكوني تابعة لرجلك .واحرصي دائما على أن تكون لديكي سمعه طيبة . كان والدي عندما يناقش مسألة عائلية مع شقيقنا لم نكن نبدئ رأينا .وعندما نعد الطعام، كان رد الفعل هو السؤال عما يطلبه الرجال من اكل وطعام. كنا نأكل حسب رغباتهم .
لقد عشت طفولة مريحه ، محاطةً بعائلة مُحبة. ودائمًا بصحبة مربية أو سائق. لا يمكننا الخروج للتنزه إلا مرة أو مرتين في الأسبوع وفي أوقات محدوده، وليس بمفردنا أبدًا. كنت محبطة للغاية. غالبًا ما كنت أنظر إلى السماء وأقول :اكيد يوجد في مكان اخر تحت السما الزرقا حياة مختلفة. شعرت بالضيق من عدم قدرتي على اكتشاف الحياة الاخرى بمفردي. فعلى سبيل المثال :كيفية دفع الفواتير؟ كيفية الركوب في حافلة لوحدي ؟ كيف اتعرف على شخص ؟وقد قررت ان اتحدى لأفعل شيئًا جيدًا حتى يشعر والداي بالفخر وعدم الندم على أنني جئت فتاه!. لذلك كنت أستعد لهذا التحدي وكنت اقول لنفسي :يوما ما ستنطلق الحياه!.
عادت عائلتي إلى الجزائر بعد حياة والدي الدبلوماسية في عواصم عديده واخرها كانت في دمشق .توظفت في الجزائرفي بنك خاص. بالنسبه لي هذا هو اليوم الذي بدأت فيه الحياه . في البنك ،بدأت من أسفل السلم الوظيفي، من المعاملات المصرفية في شباك البنك الذي كنت أعمل فيه الى ان اصبحت مندوبه عملاء .زملائي اتوا من بيئات مختلفه من المجتمع وقد احببت هذا الاختلاف .رايت البعض من زملائي يرفضون واقعهم ويريدون الترقي والصعود في المهنه، فيبعض الأحيان ،مع الاسف كانوا على استعداد للصعود على حساب الاخرين لتحقيق اهدافهم . كان الضغط عليا كبيرا،كنت ابكي معظم الوقت، كنت دائمة القلق والتوتر. كان والدي دبلوماسيًا معروفًا، وكان هذا يسبب لي احراج !ولذلك كان بعض الزملاء يعيدونني إلى حقيقة أنني كنت ابنة فلان !..ولعل يقولون في نفسهم ما الذي تفعله هذه الفتاة التي عاشت حياة مريحة بيننا؟ كان الأمر أصعب مما كنت أتخيله.
لكنني كنت مناضلة ولم أرغب العيش تحت عباءة والدي. كنت أعلم أنه إذا بقيت تحت غطاء العائلة لن أبني نفسي. لذلك استمريت لمدة سبع سنوات كموظفة في البنك ثم انتهى بي الأمر بالإرهاق الشديد وكان يجب عليي أن أتوقف عن العمل وهنا لقد أكملت الخطوة الأولى في تحدي في حياتي. كنت لازال أعيش مع والدي. وتبقى الفتاة مع والديها إلى أن تتزوج من رجل يمكنه تولي أمرها… وحدث اني التقيت بزوجي ،كان يعيش منذ مده طويله في جنيف تزوجنا والتحقت بزوجي هنا في جنيف للعيش تحت سماء أخرى وفي ذهني اقول : وداعا للهيمنة (لحظات من الضحك)!
بعيدا عن حاله القلق .بعد الزواج استعدت الهدوء والراحه النفسيه الذي كنت اعاني منهما .رغم ذلك وجدت في زوجي القليل من روح والدي. كنتأرغب في العمل لكنه رفض. أراد زوجي أن أعيش فقط من أجله. وان اهتم بالبيت .لكن هنا في جنيف. كان عليي أن أتعلم كل شي :كيف أدبر اموري في عدة أمور منها: التسوق ،ودفع الفواتير والتأمينات الصحية والكثير من الأمور الإدارية … ولم يكن لدي أصدقاء أو أية معرفة بالمعايير الجديدة التي تخص سويسرا .شعرت بوجود جدار يفصل بيني وبين المجتمع في جنيف. مررت بلحظات ضعف وأردت حقًا العودة إلى بيئتي . كل هذا التمرد الذي أردت القيام به طول حياتي عندما كنت اقول « ارفض هذا الواقع ، لا أريد أن أعيش تحت مظلة أبي وما إلى ذلك »من افكار! اصبحت اسال نفسي: هل هذه هي الحياه التي كنتي تطمحين لها فعلا ؟؟ الآن تحملي يا عزيزتي ! (لحظات من الضحك)!
ثم أدركت أن الأشخاص الذين مررت بهم في الشارع ليسوا جميعهم سويسريين الاصل ، إنهم إيطاليون وإسبان وبرتغاليون وعرب. قلت لنفسي: من المؤكد أن لديهم قصص ومعاناه تشابه بشكل ما معاناتي هنا في جنيف !. وكان هذا أول حافز لي . بدأت في أخذ دورات تكوين في عده مجالات .دخلت في العمل التطوعي،انضممت الي جمعيه تهتم بالاسر العربيه المهاجره وهنا التقيت بمهاجرين آخرين واستمعت إلى قصصهم ومخاوفهم، مخاوفهم التي كانت متوازيه مع مخاوفي ايضا. أدركت أن هذا الجدار الذي يفصل بيني وبين مجتمع جنيف غير موجود. وشيئًا فشيئًا تمكنت من إنشاء مساحتي الخاصه هنا في جنيف.
وخلال ذلك ، توفي أخي الوحيد وتوفي ايضا والدي لم يبقى رجل في عائلتناالصغير.بقيت الام والبنات وعلى الرغم من أنني أصغر البنات الا ان والدتي قررت ان تعينني مسؤولة عن العائله! وكأنني كنت احضر نفسي لهذه المكانه منذ الطفولة. لكن ،مازال هناك تحديات ما زلت زوجه بدون عمل وما زلت بحاجة إلى مساعدة زوجي. الفتاة الصغيرة التي بداخلي تقوللي أحيانًا:ما هذه الصعوبات التي واجهتيها! لكنها تقول لي أيضًا ثقي بنفسك لا يزال أمامك طريق طويل للتحديات جديده …ويستمر حبي للحياه وللناس جميعا .