نشأت في قرية جميلة في جبال الأطلس تُلقب بسويسرا المغرب. لكنها منطقة معزولة ومنغلقة اجتماعيا للغاية. لدي الناس هناك الكثير من الأحلام لكنهم لا يستطيعون تحقيقها. وإذا وجدوا فرصة لتحقيق ذلك، فإنهم يغادرون. ولطالما حلمت بحلم العيش في أوروبا. كان لدينا جيران وعائلة يعيشون هناك. وفي الصيف يعدون إلى المغرب ويخبرونا كيف هو الحال. فهناك توجد المزيد من الحرية، خاصة للنساء، ويمكن لجميعهن أن يقررن ما يريدن. ليس كما هو الحال هنا حيث تعطي الأسرة القواعد التي يجب على المرأة احترامها. وفي القرية، بقيت العديد من النساء في المنزل حتى لو كن قد أتممن دراستهن.

في عائلتي أنا الوحيدة التي استمرت في الدراسة. كان من الصعب إقناع والدي بدراسة الضيافة لأنه أمر مستهجن بالنسبة للمرأة. لكن بمجرد وصولي للدراسة إلى هناك، كان لدي المزيد من الحرية وخضت الكثير من المغامرات. وعملت في الفنادق والمهرجانات حتى التقيت بالنجوم! ولم يقل لي أحد: لماذا تفعل هذا أو ذاك؟ كنت أقل خجلاً مع مرور الوقت، وبدأت أفتح عينيّ. لكن لا يزال لدي حلم مغادرة المغرب. قال لي والدي: « سوف تتغير تقاليدك هناك عند السفر. ابق هنا! » وعندما مرض الوالد، عدت إلى القرية لأعتني به حتى وافته المنية. ثم وجدت طريقة للمغادرة.

قبلت عمل لدى عائلة في دولة خليجية. في البداية، تم استقبالي بشكل جيد، وتم إعطائي غرفة جيدة وجهاز محمول صغير. وعملت مربية لزوجة الشيخ. ثم ذات يوم ضرب الشيخ طباخه وغادر الطباخ المنزل. وطلبوا مني أن أحل محل الطباخ. في البداية رفضت لأنني كنت خائفًة من الشيخ. لكنهم قالوا لي إن الغرض من ذلك هو المساعدة فقط، لذا قبلت العرض. وفي الواقع، كان عليّ أن أطهو لما يقرب من خمسة وعشرين شخصًا كل يوم. بدأت في الساعة السادسة صباحًا ولم يكن لدي أيام عطلة. أجبروني على ارتداء الحجاب والملابس السفلية طوال الوقت، حتى لو كنت أطبخ بمفردي في المنزل.

كان للشيخ وجبات خاصة يجب أعدادها بكل دقة. وإذا لم أفعل ما يريد، سيبدأ في الصراخ بصوت عالٍ جدًا، ويهينني بأشد الاهانات. وفي بعض الأحيان كان عليّ أن أشوي خمسين حمامة بمفردي. كانت يدي تتحول إلى اللون الأسود من الشواء. كان يمسك الموظفات الفلبينيات من شعرهن ويضربهن. وكان هناك أيضًا عمالة من الهنود فكان يأخذ جوازات سفرهم ولم يسمح لهم بالمغادرة منذ خمس سنوات. وذات يوم أحضر ثلاثين عامل من أفريقيًا للعمل في الأرض. وكانت الأرض شديدة الجفاف وكان هؤلاء العمال المعدمين يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم. لقد كان الاستعباد بعينه. ولكن لا يمكن لأي فرد فعل أي شيء لأنه أسرة هذا الشيخ كانت ذات نفوذ قوية.

ثم سمعت ذات مرة أن الشيخ قد أخرج مسدساً وصوبه على أحد الشباب الأفارقة لأنه أراد المغادرة. ثم قلت لنفسي: يكفي إلى هذا الحد، عليّ بالمغادرة. لقد تحملت الكثير، ولم يعد لدي القدرة على الاستمرار. لقد كان حقا الاستعباد بعينه. لكن كان من الصعب المغادرة لأنهم أخذوا جواز سفري. وضعت كبريائي جانبًا وبدأت أبكي وأتوسل إليهم. لكنهم لم يرغبوا في ذلك. لذلك أخبرتهم أنني أخبرت عائلتي بكل شيء وأنهم سيحدثون فضيحة وأن كل شخص على الإنترنت سيعرف ما يجري هنا. وبعد أسبوع عدت إلى المغرب.

أعطتني هذه التجربة الكثير من الشجاعة للتفكير في الرحيل إلى أوروبا. قلت لنفسي إن ما قد حدث في الماضي لن يحدث أبدًا هناك. وبعد فترة ما بين إثنين إلى ثلاث سنوات وجدت تأشيرة وعقد عمل في مطعم في فرنسا. لكنه في الحقيقة كان السفر عن طريق مهرب ساعد أفراد كثيرة للسفر بعقود مزورة. وعندما وصلت، قال لي إنه عليّ أن أدير حالي بمفردي. نمت في استوديو صغير مع الكثير من الناس في حي سيئ للغاية. كنا ننام في الغرفة مثل علبة السردين، كان الناس يدخنون الحشيش ويتعاطون المخدرات ويعملون في الدعارة بأنفسهم. لقد صدمت. قالت لي فتاة: « جئنا مثلك أيضا. غيّري من شخصيتك ومن ملابسك واشربي الكحول وأنسى كل ذلك ». لكنني لم أستطع.

لم أكن أتخيل أن هذا ممكن حدوثه. كما أجبروني على القيام بأشياء معينة … لقد أصبت بصدمة نفسية، أصبت بالجنون ولم أكن أعرف ماذا أفعل، كنت خائفة. لقد أعطيت كل أموالي للمهرب، وكانت والدتي قد باعت المجوهرات واقترضت لأجل سفري للخارج. وإذا ذهبت لمقابلة الشرطة فإنهم سيعيدونني إلى المغرب. وبعد شهر واحد، اتصلت بابنة عم تعيش في فرنسا وأخبرتها بكل شيء. جاءت وسافرت معها إلى سويسرا. إجمالاً، مكثت شهرًا واحدًا، لكنه كان بمثابة عشر سنوات. كان الواقع مختلفًا عما كنت أتخيله. أوروبا ليست أوروبا كما يتخيلها البعض جنة أو حرية أو أموال.

عندما وصلت إلى جنيف ، كنت حزينة ومرتبكة للغاية. لم أكن أعرف حتى ما كنت سأفعله. قضيت وقتي في البكاء. اتذكر أنى كنت اقول في نفسي، لماذا يحدث كل هذا لي؟ ما هي هذه الحياة غير المستقرة دائمًا بدون منزل وبدون أوراق؟ وتصعب الحياة جدًا على الأشخاص الذين بلا مأوي أو غير موثقين هنا. فهناك أشخاص يستغلونك. لقد عملت بالفعل عدة مرات دون أن أحصل على أجر. عملت ذات مرة في مطعم كان يدفع لي ما يكفي فقط لمواصلة العمل حتى استنفذت طاقتي بالكامل لأنه كان يعلم أنني لا أستطيع الذهاب إلى الشرطة للإبلاغ عنه. لكني لم أحصل على المساعدات الاجتماعية. لا أطلب شيئًا، أرغب فقط في حياة عادية.

لحسن الحظ ، بدأت الأمور في التحسن. لدي عمل نظامي صغير وبدأت في الاندماج جيدًا ومعرفة النظام والأشياء التي يجب احترامها وكذلك تعلم ثقافة المجتمع. ووجدت هنا ما أبحث عنه. أشعر بالأمان، خاصة كوني امرأة. حلمي الآن هو الحصول على الأوراق والعمل كمساعدة لكبار السن. وهي جزء من ثقافتي، ففي منزلنا نعتني بالأجداد حتى أخر عمرهم. وبالنسبة لي الان بعد رحيلهم يعشون بمثابة الملائكة. لدي ابنة أيضًا الآن وهي التي تمنحني القوة في الاستمرار والكفاح من أجلها كي لا تواجه أبنتي تلك التحديات التي واجهتها في حياتي.

نشأت في قرية جميلة في جبال الأطلس تُلقب بسويسرا المغرب. لكنها منطقة معزولة ومنغلقة اجتماعيا للغاية. لدي الناس هناك الكثير من الأحلام لكنهم لا يستطيعون تحقيقها. وإذا وجدوا فرصة لتحقيق ذلك، فإنهم يغادرون. ولطالما حلمت بحلم العيش في أوروبا. كان لدينا جيران وعائلة يعيشون هناك. وفي الصيف يعدون إلى المغرب ويخبرونا كيف هو الحال. فهناك توجد المزيد من الحرية، خاصة للنساء، ويمكن لجميعهن أن يقررن ما يريدن. ليس كما هو الحال هنا حيث تعطي الأسرة القواعد التي يجب على المرأة احترامها. وفي القرية، بقيت العديد من النساء في المنزل حتى لو كن قد أتممن دراستهن.

في عائلتي أنا الوحيدة التي استمرت في الدراسة. كان من الصعب إقناع والدي بدراسة الضيافة لأنه أمر مستهجن بالنسبة للمرأة. لكن بمجرد وصولي للدراسة إلى هناك، كان لدي المزيد من الحرية وخضت الكثير من المغامرات. وعملت في الفنادق والمهرجانات حتى التقيت بالنجوم! ولم يقل لي أحد: لماذا تفعل هذا أو ذاك؟ كنت أقل خجلاً مع مرور الوقت، وبدأت أفتح عينيّ. لكن لا يزال لدي حلم مغادرة المغرب. قال لي والدي: « سوف تتغير تقاليدك هناك عند السفر. ابق هنا! » وعندما مرض الوالد، عدت إلى القرية لأعتني به حتى وافته المنية. ثم وجدت طريقة للمغادرة.

قبلت عمل لدى عائلة في دولة خليجية. في البداية، تم استقبالي بشكل جيد، وتم إعطائي غرفة جيدة وجهاز محمول صغير. وعملت مربية لزوجة الشيخ. ثم ذات يوم ضرب الشيخ طباخه وغادر الطباخ المنزل. وطلبوا مني أن أحل محل الطباخ. في البداية رفضت لأنني كنت خائفًة من الشيخ. لكنهم قالوا لي إن الغرض من ذلك هو المساعدة فقط، لذا قبلت العرض. وفي الواقع، كان عليّ أن أطهو لما يقرب من خمسة وعشرين شخصًا كل يوم. بدأت في الساعة السادسة صباحًا ولم يكن لدي أيام عطلة. أجبروني على ارتداء الحجاب والملابس السفلية طوال الوقت، حتى لو كنت أطبخ بمفردي في المنزل.

كان للشيخ وجبات خاصة يجب أعدادها بكل دقة. وإذا لم أفعل ما يريد، سيبدأ في الصراخ بصوت عالٍ جدًا، ويهينني بأشد الاهانات. وفي بعض الأحيان كان عليّ أن أشوي خمسين حمامة بمفردي. كانت يدي تتحول إلى اللون الأسود من الشواء. كان يمسك الموظفات الفلبينيات من شعرهن ويضربهن. وكان هناك أيضًا عمالة من الهنود فكان يأخذ جوازات سفرهم ولم يسمح لهم بالمغادرة منذ خمس سنوات. وذات يوم أحضر ثلاثين عامل من أفريقيًا للعمل في الأرض. وكانت الأرض شديدة الجفاف وكان هؤلاء العمال المعدمين يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم. لقد كان الاستعباد بعينه. ولكن لا يمكن لأي فرد فعل أي شيء لأنه أسرة هذا الشيخ كانت ذات نفوذ قوية.

ثم سمعت ذات مرة أن الشيخ قد أخرج مسدساً وصوبه على أحد الشباب الأفارقة لأنه أراد المغادرة. ثم قلت لنفسي: يكفي إلى هذا الحد، عليّ بالمغادرة. لقد تحملت الكثير، ولم يعد لدي القدرة على الاستمرار. لقد كان حقا الاستعباد بعينه. لكن كان من الصعب المغادرة لأنهم أخذوا جواز سفري. وضعت كبريائي جانبًا وبدأت أبكي وأتوسل إليهم. لكنهم لم يرغبوا في ذلك. لذلك أخبرتهم أنني أخبرت عائلتي بكل شيء وأنهم سيحدثون فضيحة وأن كل شخص على الإنترنت سيعرف ما يجري هنا. وبعد أسبوع عدت إلى المغرب.

أعطتني هذه التجربة الكثير من الشجاعة للتفكير في الرحيل إلى أوروبا. قلت لنفسي إن ما قد حدث في الماضي لن يحدث أبدًا هناك. وبعد فترة ما بين إثنين إلى ثلاث سنوات وجدت تأشيرة وعقد عمل في مطعم في فرنسا. لكنه في الحقيقة كان السفر عن طريق مهرب ساعد أفراد كثيرة للسفر بعقود مزورة. وعندما وصلت، قال لي إنه عليّ أن أدير حالي بمفردي. نمت في استوديو صغير مع الكثير من الناس في حي سيئ للغاية. كنا ننام في الغرفة مثل علبة السردين، كان الناس يدخنون الحشيش ويتعاطون المخدرات ويعملون في الدعارة بأنفسهم. لقد صدمت. قالت لي فتاة: « جئنا مثلك أيضا. غيّري من شخصيتك ومن ملابسك واشربي الكحول وأنسى كل ذلك ». لكنني لم أستطع.

لم أكن أتخيل أن هذا ممكن حدوثه. كما أجبروني على القيام بأشياء معينة … لقد أصبت بصدمة نفسية، أصبت بالجنون ولم أكن أعرف ماذا أفعل، كنت خائفة. لقد أعطيت كل أموالي للمهرب، وكانت والدتي قد باعت المجوهرات واقترضت لأجل سفري للخارج. وإذا ذهبت لمقابلة الشرطة فإنهم سيعيدونني إلى المغرب. وبعد شهر واحد، اتصلت بابنة عم تعيش في فرنسا وأخبرتها بكل شيء. جاءت وسافرت معها إلى سويسرا. إجمالاً، مكثت شهرًا واحدًا، لكنه كان بمثابة عشر سنوات. كان الواقع مختلفًا عما كنت أتخيله. أوروبا ليست أوروبا كما يتخيلها البعض جنة أو حرية أو أموال.

عندما وصلت إلى جنيف ، كنت حزينة ومرتبكة للغاية. لم أكن أعرف حتى ما كنت سأفعله. قضيت وقتي في البكاء. اتذكر أنى كنت اقول في نفسي، لماذا يحدث كل هذا لي؟ ما هي هذه الحياة غير المستقرة دائمًا بدون منزل وبدون أوراق؟ وتصعب الحياة جدًا على الأشخاص الذين بلا مأوي أو غير موثقين هنا. فهناك أشخاص يستغلونك. لقد عملت بالفعل عدة مرات دون أن أحصل على أجر. عملت ذات مرة في مطعم كان يدفع لي ما يكفي فقط لمواصلة العمل حتى استنفذت طاقتي بالكامل لأنه كان يعلم أنني لا أستطيع الذهاب إلى الشرطة للإبلاغ عنه. لكني لم أحصل على المساعدات الاجتماعية. لا أطلب شيئًا، أرغب فقط في حياة عادية.

لحسن الحظ ، بدأت الأمور في التحسن. لدي عمل نظامي صغير وبدأت في الاندماج جيدًا ومعرفة النظام والأشياء التي يجب احترامها وكذلك تعلم ثقافة المجتمع. ووجدت هنا ما أبحث عنه. أشعر بالأمان، خاصة كوني امرأة. حلمي الآن هو الحصول على الأوراق والعمل كمساعدة لكبار السن. وهي جزء من ثقافتي، ففي منزلنا نعتني بالأجداد حتى أخر عمرهم. وبالنسبة لي الان بعد رحيلهم يعشون بمثابة الملائكة. لدي ابنة أيضًا الآن وهي التي تمنحني القوة في الاستمرار والكفاح من أجلها كي لا تواجه أبنتي تلك التحديات التي واجهتها في حياتي.

Publié le: 3 mai 2023

Partagez sur :

نشأت في قرية جميلة في جبال الأطلس تُلقب بسويسرا المغرب. لكنها منطقة معزولة ومنغلقة اجتماعيا للغاية. لدي الناس هناك الكثير من الأحلام لكنهم لا يستطيعون تحقيقها. وإذا وجدوا فرصة لتحقيق ذلك، فإنهم يغادرون. ولطالما حلمت بحلم العيش في أوروبا. كان لدينا جيران وعائلة يعيشون هناك. وفي الصيف يعدون إلى المغرب ويخبرونا كيف هو الحال. فهناك توجد المزيد من الحرية، خاصة للنساء، ويمكن لجميعهن أن يقررن ما يريدن. ليس كما هو الحال هنا حيث تعطي الأسرة القواعد التي يجب على المرأة احترامها. وفي القرية، بقيت العديد من النساء في المنزل حتى لو كن قد أتممن دراستهن.

في عائلتي أنا الوحيدة التي استمرت في الدراسة. كان من الصعب إقناع والدي بدراسة الضيافة لأنه أمر مستهجن بالنسبة للمرأة. لكن بمجرد وصولي للدراسة إلى هناك، كان لدي المزيد من الحرية وخضت الكثير من المغامرات. وعملت في الفنادق والمهرجانات حتى التقيت بالنجوم! ولم يقل لي أحد: لماذا تفعل هذا أو ذاك؟ كنت أقل خجلاً مع مرور الوقت، وبدأت أفتح عينيّ. لكن لا يزال لدي حلم مغادرة المغرب. قال لي والدي: « سوف تتغير تقاليدك هناك عند السفر. ابق هنا! » وعندما مرض الوالد، عدت إلى القرية لأعتني به حتى وافته المنية. ثم وجدت طريقة للمغادرة.

قبلت عمل لدى عائلة في دولة خليجية. في البداية، تم استقبالي بشكل جيد، وتم إعطائي غرفة جيدة وجهاز محمول صغير. وعملت مربية لزوجة الشيخ. ثم ذات يوم ضرب الشيخ طباخه وغادر الطباخ المنزل. وطلبوا مني أن أحل محل الطباخ. في البداية رفضت لأنني كنت خائفًة من الشيخ. لكنهم قالوا لي إن الغرض من ذلك هو المساعدة فقط، لذا قبلت العرض. وفي الواقع، كان عليّ أن أطهو لما يقرب من خمسة وعشرين شخصًا كل يوم. بدأت في الساعة السادسة صباحًا ولم يكن لدي أيام عطلة. أجبروني على ارتداء الحجاب والملابس السفلية طوال الوقت، حتى لو كنت أطبخ بمفردي في المنزل.

كان للشيخ وجبات خاصة يجب أعدادها بكل دقة. وإذا لم أفعل ما يريد، سيبدأ في الصراخ بصوت عالٍ جدًا، ويهينني بأشد الاهانات. وفي بعض الأحيان كان عليّ أن أشوي خمسين حمامة بمفردي. كانت يدي تتحول إلى اللون الأسود من الشواء. كان يمسك الموظفات الفلبينيات من شعرهن ويضربهن. وكان هناك أيضًا عمالة من الهنود فكان يأخذ جوازات سفرهم ولم يسمح لهم بالمغادرة منذ خمس سنوات. وذات يوم أحضر ثلاثين عامل من أفريقيًا للعمل في الأرض. وكانت الأرض شديدة الجفاف وكان هؤلاء العمال المعدمين يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم. لقد كان الاستعباد بعينه. ولكن لا يمكن لأي فرد فعل أي شيء لأنه أسرة هذا الشيخ كانت ذات نفوذ قوية.

ثم سمعت ذات مرة أن الشيخ قد أخرج مسدساً وصوبه على أحد الشباب الأفارقة لأنه أراد المغادرة. ثم قلت لنفسي: يكفي إلى هذا الحد، عليّ بالمغادرة. لقد تحملت الكثير، ولم يعد لدي القدرة على الاستمرار. لقد كان حقا الاستعباد بعينه. لكن كان من الصعب المغادرة لأنهم أخذوا جواز سفري. وضعت كبريائي جانبًا وبدأت أبكي وأتوسل إليهم. لكنهم لم يرغبوا في ذلك. لذلك أخبرتهم أنني أخبرت عائلتي بكل شيء وأنهم سيحدثون فضيحة وأن كل شخص على الإنترنت سيعرف ما يجري هنا. وبعد أسبوع عدت إلى المغرب.

أعطتني هذه التجربة الكثير من الشجاعة للتفكير في الرحيل إلى أوروبا. قلت لنفسي إن ما قد حدث في الماضي لن يحدث أبدًا هناك. وبعد فترة ما بين إثنين إلى ثلاث سنوات وجدت تأشيرة وعقد عمل في مطعم في فرنسا. لكنه في الحقيقة كان السفر عن طريق مهرب ساعد أفراد كثيرة للسفر بعقود مزورة. وعندما وصلت، قال لي إنه عليّ أن أدير حالي بمفردي. نمت في استوديو صغير مع الكثير من الناس في حي سيئ للغاية. كنا ننام في الغرفة مثل علبة السردين، كان الناس يدخنون الحشيش ويتعاطون المخدرات ويعملون في الدعارة بأنفسهم. لقد صدمت. قالت لي فتاة: « جئنا مثلك أيضا. غيّري من شخصيتك ومن ملابسك واشربي الكحول وأنسى كل ذلك ». لكنني لم أستطع.

لم أكن أتخيل أن هذا ممكن حدوثه. كما أجبروني على القيام بأشياء معينة … لقد أصبت بصدمة نفسية، أصبت بالجنون ولم أكن أعرف ماذا أفعل، كنت خائفة. لقد أعطيت كل أموالي للمهرب، وكانت والدتي قد باعت المجوهرات واقترضت لأجل سفري للخارج. وإذا ذهبت لمقابلة الشرطة فإنهم سيعيدونني إلى المغرب. وبعد شهر واحد، اتصلت بابنة عم تعيش في فرنسا وأخبرتها بكل شيء. جاءت وسافرت معها إلى سويسرا. إجمالاً، مكثت شهرًا واحدًا، لكنه كان بمثابة عشر سنوات. كان الواقع مختلفًا عما كنت أتخيله. أوروبا ليست أوروبا كما يتخيلها البعض جنة أو حرية أو أموال.

عندما وصلت إلى جنيف ، كنت حزينة ومرتبكة للغاية. لم أكن أعرف حتى ما كنت سأفعله. قضيت وقتي في البكاء. اتذكر أنى كنت اقول في نفسي، لماذا يحدث كل هذا لي؟ ما هي هذه الحياة غير المستقرة دائمًا بدون منزل وبدون أوراق؟ وتصعب الحياة جدًا على الأشخاص الذين بلا مأوي أو غير موثقين هنا. فهناك أشخاص يستغلونك. لقد عملت بالفعل عدة مرات دون أن أحصل على أجر. عملت ذات مرة في مطعم كان يدفع لي ما يكفي فقط لمواصلة العمل حتى استنفذت طاقتي بالكامل لأنه كان يعلم أنني لا أستطيع الذهاب إلى الشرطة للإبلاغ عنه. لكني لم أحصل على المساعدات الاجتماعية. لا أطلب شيئًا، أرغب فقط في حياة عادية.

لحسن الحظ ، بدأت الأمور في التحسن. لدي عمل نظامي صغير وبدأت في الاندماج جيدًا ومعرفة النظام والأشياء التي يجب احترامها وكذلك تعلم ثقافة المجتمع. ووجدت هنا ما أبحث عنه. أشعر بالأمان، خاصة كوني امرأة. حلمي الآن هو الحصول على الأوراق والعمل كمساعدة لكبار السن. وهي جزء من ثقافتي، ففي منزلنا نعتني بالأجداد حتى أخر عمرهم. وبالنسبة لي الان بعد رحيلهم يعشون بمثابة الملائكة. لدي ابنة أيضًا الآن وهي التي تمنحني القوة في الاستمرار والكفاح من أجلها كي لا تواجه أبنتي تلك التحديات التي واجهتها في حياتي.

نشأت في قرية جميلة في جبال الأطلس تُلقب بسويسرا المغرب. لكنها منطقة معزولة ومنغلقة اجتماعيا للغاية. لدي الناس هناك الكثير من الأحلام لكنهم لا يستطيعون تحقيقها. وإذا وجدوا فرصة لتحقيق ذلك، فإنهم يغادرون. ولطالما حلمت بحلم العيش في أوروبا. كان لدينا جيران وعائلة يعيشون هناك. وفي الصيف يعدون إلى المغرب ويخبرونا كيف هو الحال. فهناك توجد المزيد من الحرية، خاصة للنساء، ويمكن لجميعهن أن يقررن ما يريدن. ليس كما هو الحال هنا حيث تعطي الأسرة القواعد التي يجب على المرأة احترامها. وفي القرية، بقيت العديد من النساء في المنزل حتى لو كن قد أتممن دراستهن.

في عائلتي أنا الوحيدة التي استمرت في الدراسة. كان من الصعب إقناع والدي بدراسة الضيافة لأنه أمر مستهجن بالنسبة للمرأة. لكن بمجرد وصولي للدراسة إلى هناك، كان لدي المزيد من الحرية وخضت الكثير من المغامرات. وعملت في الفنادق والمهرجانات حتى التقيت بالنجوم! ولم يقل لي أحد: لماذا تفعل هذا أو ذاك؟ كنت أقل خجلاً مع مرور الوقت، وبدأت أفتح عينيّ. لكن لا يزال لدي حلم مغادرة المغرب. قال لي والدي: « سوف تتغير تقاليدك هناك عند السفر. ابق هنا! » وعندما مرض الوالد، عدت إلى القرية لأعتني به حتى وافته المنية. ثم وجدت طريقة للمغادرة.

قبلت عمل لدى عائلة في دولة خليجية. في البداية، تم استقبالي بشكل جيد، وتم إعطائي غرفة جيدة وجهاز محمول صغير. وعملت مربية لزوجة الشيخ. ثم ذات يوم ضرب الشيخ طباخه وغادر الطباخ المنزل. وطلبوا مني أن أحل محل الطباخ. في البداية رفضت لأنني كنت خائفًة من الشيخ. لكنهم قالوا لي إن الغرض من ذلك هو المساعدة فقط، لذا قبلت العرض. وفي الواقع، كان عليّ أن أطهو لما يقرب من خمسة وعشرين شخصًا كل يوم. بدأت في الساعة السادسة صباحًا ولم يكن لدي أيام عطلة. أجبروني على ارتداء الحجاب والملابس السفلية طوال الوقت، حتى لو كنت أطبخ بمفردي في المنزل.

كان للشيخ وجبات خاصة يجب أعدادها بكل دقة. وإذا لم أفعل ما يريد، سيبدأ في الصراخ بصوت عالٍ جدًا، ويهينني بأشد الاهانات. وفي بعض الأحيان كان عليّ أن أشوي خمسين حمامة بمفردي. كانت يدي تتحول إلى اللون الأسود من الشواء. كان يمسك الموظفات الفلبينيات من شعرهن ويضربهن. وكان هناك أيضًا عمالة من الهنود فكان يأخذ جوازات سفرهم ولم يسمح لهم بالمغادرة منذ خمس سنوات. وذات يوم أحضر ثلاثين عامل من أفريقيًا للعمل في الأرض. وكانت الأرض شديدة الجفاف وكان هؤلاء العمال المعدمين يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم. لقد كان الاستعباد بعينه. ولكن لا يمكن لأي فرد فعل أي شيء لأنه أسرة هذا الشيخ كانت ذات نفوذ قوية.

ثم سمعت ذات مرة أن الشيخ قد أخرج مسدساً وصوبه على أحد الشباب الأفارقة لأنه أراد المغادرة. ثم قلت لنفسي: يكفي إلى هذا الحد، عليّ بالمغادرة. لقد تحملت الكثير، ولم يعد لدي القدرة على الاستمرار. لقد كان حقا الاستعباد بعينه. لكن كان من الصعب المغادرة لأنهم أخذوا جواز سفري. وضعت كبريائي جانبًا وبدأت أبكي وأتوسل إليهم. لكنهم لم يرغبوا في ذلك. لذلك أخبرتهم أنني أخبرت عائلتي بكل شيء وأنهم سيحدثون فضيحة وأن كل شخص على الإنترنت سيعرف ما يجري هنا. وبعد أسبوع عدت إلى المغرب.

أعطتني هذه التجربة الكثير من الشجاعة للتفكير في الرحيل إلى أوروبا. قلت لنفسي إن ما قد حدث في الماضي لن يحدث أبدًا هناك. وبعد فترة ما بين إثنين إلى ثلاث سنوات وجدت تأشيرة وعقد عمل في مطعم في فرنسا. لكنه في الحقيقة كان السفر عن طريق مهرب ساعد أفراد كثيرة للسفر بعقود مزورة. وعندما وصلت، قال لي إنه عليّ أن أدير حالي بمفردي. نمت في استوديو صغير مع الكثير من الناس في حي سيئ للغاية. كنا ننام في الغرفة مثل علبة السردين، كان الناس يدخنون الحشيش ويتعاطون المخدرات ويعملون في الدعارة بأنفسهم. لقد صدمت. قالت لي فتاة: « جئنا مثلك أيضا. غيّري من شخصيتك ومن ملابسك واشربي الكحول وأنسى كل ذلك ». لكنني لم أستطع.

لم أكن أتخيل أن هذا ممكن حدوثه. كما أجبروني على القيام بأشياء معينة … لقد أصبت بصدمة نفسية، أصبت بالجنون ولم أكن أعرف ماذا أفعل، كنت خائفة. لقد أعطيت كل أموالي للمهرب، وكانت والدتي قد باعت المجوهرات واقترضت لأجل سفري للخارج. وإذا ذهبت لمقابلة الشرطة فإنهم سيعيدونني إلى المغرب. وبعد شهر واحد، اتصلت بابنة عم تعيش في فرنسا وأخبرتها بكل شيء. جاءت وسافرت معها إلى سويسرا. إجمالاً، مكثت شهرًا واحدًا، لكنه كان بمثابة عشر سنوات. كان الواقع مختلفًا عما كنت أتخيله. أوروبا ليست أوروبا كما يتخيلها البعض جنة أو حرية أو أموال.

عندما وصلت إلى جنيف ، كنت حزينة ومرتبكة للغاية. لم أكن أعرف حتى ما كنت سأفعله. قضيت وقتي في البكاء. اتذكر أنى كنت اقول في نفسي، لماذا يحدث كل هذا لي؟ ما هي هذه الحياة غير المستقرة دائمًا بدون منزل وبدون أوراق؟ وتصعب الحياة جدًا على الأشخاص الذين بلا مأوي أو غير موثقين هنا. فهناك أشخاص يستغلونك. لقد عملت بالفعل عدة مرات دون أن أحصل على أجر. عملت ذات مرة في مطعم كان يدفع لي ما يكفي فقط لمواصلة العمل حتى استنفذت طاقتي بالكامل لأنه كان يعلم أنني لا أستطيع الذهاب إلى الشرطة للإبلاغ عنه. لكني لم أحصل على المساعدات الاجتماعية. لا أطلب شيئًا، أرغب فقط في حياة عادية.

لحسن الحظ ، بدأت الأمور في التحسن. لدي عمل نظامي صغير وبدأت في الاندماج جيدًا ومعرفة النظام والأشياء التي يجب احترامها وكذلك تعلم ثقافة المجتمع. ووجدت هنا ما أبحث عنه. أشعر بالأمان، خاصة كوني امرأة. حلمي الآن هو الحصول على الأوراق والعمل كمساعدة لكبار السن. وهي جزء من ثقافتي، ففي منزلنا نعتني بالأجداد حتى أخر عمرهم. وبالنسبة لي الان بعد رحيلهم يعشون بمثابة الملائكة. لدي ابنة أيضًا الآن وهي التي تمنحني القوة في الاستمرار والكفاح من أجلها كي لا تواجه أبنتي تلك التحديات التي واجهتها في حياتي.

Publié le: 3 mai 2023

Partagez sur :